اللغة العربية نشأتها ومسمياتها
اللغة العربية من اللغات السامية وهي أقدمها نشأةً وتاريخاً وهنالك العديد من الآراء في أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وقيل أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم أول من فتق لسانه بالعربية وقال البعض الآخر أن العربية كانت لغة آدم في الجنة،
إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أياً من تلك الادعاءات.
وقد عرف القدماء اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم.. فاللغة هي الإنسان, وهي الوطن والأهل, واللغة التي هي نتيجة التفكير.. هي ما يميز الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل
ولغات العرب على تعددها واختلافها إنما ترجع إلى لغتين أصليتين :
لغة الشمال ولغة الجنوب،
وبين اللغتين بون بعيد في الإعراب والضمائر وأحوال الاشتقاق والتصريف، حتى قال أبو عمرو بن العلاء : “ما لسان حمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا”
على أن اللغتين وان اختلفتا لم تكن إحداهما بمعزل عن الأخرى. ٕ
فإن القحطانيين جلوا عن ديارهم بعد سيل العرم وقد حدث عام ٤٤٧ م وتفرقوا في شمال الجزيرة واستطاعوا بما لهم من قوة وبما كانوا عليه من رقي، أن يخضعوا العدنانيين لسلطانهم في العراق والشام، فكان بين الشعبين اتصال سياسي وتجاري يقرب بين اللغتين في الألفاظ، ويجانس بين اللهجتين في المنطق، دون أن تتغلب إحداهما عن الأخرى، وتطاول الأمد على هذه الحال حتى القرن السادس للميلاد فأخذت دولة الحميريين تزول بتغلب الأحباش على اليمن وتسلط الفرس عليهم، وكان العدنانيون على نقيض هؤلاء تتهيأ لهم أسباب النهضة والألفة والوحدة والاستقلال، بفضل الأسواق والحج ومنافستهم للحميريين والفرس، واختلاطهم بالروم والحبشة من طريق الحرب والتجارة، ففرضوا لغتهم وأدبهم على حمير، ثم جاء الإسلام فساعد العوامل المتقدمة على محو اللهجات الجنوبية وذهاب القومية اليمنية فاندثرت لغة حمير
وآدابهم وأخبارهم حتى اليوم.
وتنقسم اللغة العربية إلى قسمين: لهجات بائدة، وأهمها ثلاث: الثمودية والصفوية واللحيانية.
وأما الباقية فمن أشهرها قريش وطيء وهذيل وثقيف وغيرها. وأفصح اللهجات على الإطلاق لهجة قريش.
و تبوأت لغة قريش هذه المكانة لسببين:
1- بعدها عن بلاد العجم، فلم يخالطوا الأعاجم من الفرس والروم والحبشة مخالطة تؤثر على لغتهم.
2- أن العرب كانوا يفدون إلى مكة في الموسم ويقيمون فيها قريبا من خمسين يوما فيتخير القرشيون من لغات العرب ما استحسنوه ويهملون ما استبشعوه، فصاروا بذلك أفصح العرب.
فلا عجب أن ينزل القرآن بلسان قريش ويجمع الناس على لغتهم ، فصار نزوله بأفصح لسان وأحكم بيان فقضى على مواطن الخلاف ومحى جوانب الاختلاف فجمع الشمل ووحد الكلمة وهذب العبارة وارتقى بالأسلوب، فحفظ اللغة ووحدها بعد أن بدت سمات الاختلاف.
ونرى أثر القرآن على فصحاء العرب من قريش عظيما إذ أسر بيانه القلوب، فعندما جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرأ عليَّ، فقرأ عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى…”(النحل: 90)، فقال: أعد، فأعاد. فقال:” والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه. وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشر”. ولكنه استكبر بعد ذلك وقال :” إن النبي صلى الله عليه وسلم ساحر” فنزل قوله تعالى:” ذرني ومن خلقت وحيدا” إلى قوله:”سأصليه سقر”( المدثر: 11-26)
اما أسماؤها:
▪ “لغة القرآن” لأن القرآن نزل باللغة العربية..
▪ “لغة الضاد” هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم، فالضاد حرف يختص به العرب.
المراجع:
تاريخ اللغة العربية
بوابة اللغة العربية
صيد الفوائد
نشأة وتطور اللغة العربية
جمع وترتيب :أ.نجلاء الكبسي